مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

ظهرت مع بداية الأسبوع الجاري بشائر رطب «النغال» المحلي في أسواق رأس الخيمة، وبلغ سعر الصندوق الذي يزن كيلوجراماً منه فور حصاده حوالي 250 درهماً، قبل أن يبدأ سعره في الانخفاض تدريجياً حتى وصل يوم أمس 50 درهماً للكيلو للحبة الكبيرة و40 درهماً للكيلو للحبة الصغيرة. وأشار تجار إلى أن موسم جني الرطب والتمور قد تأخر قليلاً هذا العام بسبب اعتدال الطقس، وانخفاض درجات الحرارة التي أثرت على النخيل، بينما ظهرت بشائر رطب النغال في منطقة أذن التابعة لرأس الخيمة إيذانا بذلك، لينافس به رطب النغال العماني الذي وصل سعر الكيلو إلى 15 درهماً، بعد أن كان سعره قد وصل خلال شهر رمضان المبارك 150 درهماً للكيلو.
وقال رشيد وهو تاجر رطب في سوق رأس الخيمة إن هناك إقبالاً واضحاً على التمور والرطب المحلي في الإمارة، مشيراً إلى أن تلك الأنواع من التمور تتراجع أسعارها بعد أسبوعين أو عشرة أيام من جنيها، ويحظى رطب النغال بإقبال واسع في المنطقة وسط نشاط في حركة البيع وإقبال كبير من سكان رأس الخيمة، مضيفا أن هناك أصنافاً وأنواعاً ستصل لأسواق الإمارة منتصف الشهر الجاري، ما سيؤدي لمزيد من انخفاض الأسعار. ومن المتوقع أن يكون إنتاج المزارع هذا العام وفيراً مقارنة بإنتاج العام الماضي الذي شهد تراجعاً بسبب ندرة الأمطار.
وأضاف رشيد أن إمارة رأس الخيمة تزخر بأنواع وأصناف عديدة من الرطب والتمور، منها ما بدء إنتاجه ومنها في القريب العاجل، مثل الخلاص وميزناي وخنيزي، جشافر، عين بقر، لولو وغيرها من الأصناف التي تلقى إقبالاً ورواجاً من الجمهور والمشترين. بدورهم، أشار مزارعون إلى أن اعتدال الطقس خلال شهر مايو قد أخّر إنضاج ثمار النخيل هذا العام لمدة لا تقل عن 10 أيام.
وأوضح المزارع جمعة حسن الشميلي أحد المزارعين أن للرطب أنواعاً وأصنافاً عدة تصل إلى 38 صنفاً من ضمنها رطب الغر ورطب الخلاص وبرحي، خصاب، خنيزي، صقعي، سكري، صفري، مبروم، فرض، فرض ليوا، ليوا مكتومي، منحي، عين بقر، لولو، مرزبان، نغال، هلالي بأنواعه، هيري يردي وغيرها الكثير. وقال إن الرطب والتمر من الأغذية الكاملة، وهو غني جداً بالفيتامينات والأملاح المعدنية والقلوية، لذا يعتبر من الأدوية المعالجة لأمراض الدم، ويحتوي الكيلوجرام الواحد من التمر على 3000 سعر حراري، أي ما يعادل من الطاقة ما يحتاج إليه الإنسان في النشاط اليومي، كما يعتبر التمر مليناً طبيعياً ومقوياً للأعصاب، ويساعد على الهدوء والسكينة، ومن فوائده أيضاً أنه يقاوم أمراض الكبد، وغني بالفسفور الذي يدخل في نمو العظم والأسنان، وسهل الامتصاص، ويمد الجسم بالطاقة الحرارية الضرورية للقيام بالأعمال المختلفة، لاحتوائه على 70% من سكر الفاكهة، وهو فاتح للشهية، ويساعد على تقوية العضلات.
من جانبهم، أكد مواطنون ومستهلكون أن أجمل ما تأتي به أشهر الصيف هو جني أو كما يقال محلياً «خرف» الرطب الذي لا يفارق المائدة الإماراتية، بمختلف أنواعه والذي يجعل للصيف مذاقاً آخر حسب تعبيرهم.
وأكدوا أن التمور أضحت اليوم تُنتج بطرق عصرية حتى تتلاءم وطبيعة العصر الذي يزخر بالحلويات والمأكولات المعدة بأحدث وأشهى الطرق؛ ولذلك نرى التمور بالشوكولاتة والمكسرات والحشوات أو التي تحشى بالمعجنات.